أسامة بوكرين / صحافي
أسدِل الستار قبل أيام قليلة عن سِباق انتخابات الغُرَف المهنية الذي شهِد وضعاً استثنائياً هاتِه السنة لمجيئِه قبل الاستحقاقات العامة لا بعدَها كما جرَت العادة.
وكما كانَ مرتقباً اكتسَح حزب التجمع الوطني للأحرار الانتخابات المهنية بحيازته على عددٍ من المقاعِد شارَف على تسجيل ضِعف مقاعِد الحزب الثاني.
كلّ ما أظهَرَتهُ نتائج الغرف المهنية هو أن “الناخِب المتوسّط” شأنَه شأن “الناخِب الكبير” لا زالَ مسيطراً عليه بفِعلِ قوة المال وسَطوة الاستغلال والظهور الإعلامي.
وبِخروج النتائج للوجود تذكّرت حواراً لرئيس الحكومة السابق، عبد الاله بنكيران، قُبَيلَ تشريعيّة 2016، حينَ شرّح فِكرة قوة حضور المال في عالَم الناخبين الكِبار، عندما اكتسَح حزب الأصالة والمعاصرة انتخابات الغرفة الثانية، لكنّه “تَگَردَع” مباشرة بعدَ ذلِك في الاستحقاقات التشريعية، معتبراً ان معركة التصويت في الانتخابات العامة تحتاج الى “تشمَار الكتاف”.
نفسَ السيناريو يعيد نفسَه، في انتخابات السادِس من غشت، ومشاهِد متواتِرة لمتنافسين من أحزاَبَ مختلِفة أكّدت أن “دار لقمان لا زالَت على حالِها”.
فكيفَ يمكِن أن يقوم مرشّح لغرفة بسيطة ببيعِ شقّة من أجل توفير اللوجيستيك الكافي لحملتِه ؟
وكيفَ نرَى مشاهِدَ ماديّة ولوجيستيكيّة مرعِبَة في انتخابات الغرفة الفلاحية بدائرة عادية في اقليم صغيرٍ كما وقَع بإحدى دوائر بسيدي قاسم ؟
كيفَ يتِم تسخير اعتمادات مالِيَة رهيبة لإزاحَةِ مرشّحين بعينِهم من أجل تصفية حسابات سياسية ؟
وكيف يضَع “البيجيدي” كلّ بيضِه في سلّة “البام” في دوائر بعينِها من أجل اسقاط مرشّحي حزبٍ أخر هو حليف لهم في الحكومة ؟
تسؤلات أطرَحها وأنا أسترجِع فكرة “الناخب الكبير” و”الناخب المتوسّط” في حربِهم على الديمقراطية بتساوي فرصهِم الاستثنائيّة مع أصوات الناخبين “الدّراويش” الذين يريدون إصلاحاً حقيقياً.
فإن سألتموني عن متى تنكَشِف حقيقة انتخابات الغرف المهنية فلا بدّ من أن أقول “ألَيسَ الصبح بقريب ؟”.
التعليقات مغلقة.