أسامة بوكرين / رأي
لقد اعتادَ البعض أن يفرّغَ مكبوتاتِه في جوّ من الحقد ومحاولة تصريف أحاسيس ومشاعِر مسبَقة قائمة على أشياء غير مفهومة وغير معروفة في حقّ الجسم الصحفي المغربي، خصوصاً عند كلّ تألق وحضور مميّز لصحافيّي المغرب في واقعة معينة أو تظاهرة.
هكذا وبجرّة قلَم، أو زلّة لسان، يحوّل بعض الحقودين، الصحافيين المغاربة إلى منبعٍ للجهل والأمية والتفاهة أحياناً، محاوِلين الركوب على موجِ الطعن في شرفِ مهنة يعاني أصحابها الأمريّن. وهذا ما بدى جلياً في قضية الطفل ريان، التي أظهَر فيها مهنيّو الصحافة بالمغرب انهم يستحِقون الإشادة.
قضية الطفل ريان، الذي بقِيَ في قاع بئر مظلم لساعات وأيام، يكابِد عناءَ البحث عن قليل من الحياة، اعتبرها بعض المرضى فرصة سانِحة لهتك عِرض زملاءٍ ناموا في بردِ باب برّد ونالوا نصيبهم من هَلع جِبال المنطقة.
ولَن يكون أبداً أداَء القنوات والمواقِع الدولية أفضَل ممّا قدّمه أصدقاء وزملاء من مغارِبة العُمق وأصحاب الحِس الإنساني والمهني الرفيع الذين خاضوا تجربة تغطية انقاذ حياة ريان خطوة بخطوة تاركِين وراءَهم عائلاتهم ومنازلهم الدافئة.
ليسَت الصحافة من تستَحِق الجلد في المغرب، بل عقول بعض المتسوّلين والراغِبين في تحيِيد النقاش عن أخطائهم سواءً داخِل دواليب السلطة أو في “حوانِيت” المجتمع المدني والهيئات الحقوقي، أو بعض “أصحاب الأفواه المكتوبة” الذين يعلِّقون في وسائل التواصل الاجتماعي.
المغارِبة حمّالون لأوجِه، يتحوّلون من الفضيلة إلى الفِسق، في ثانية واحِدة، وهو شيء يبعَث على الغرابَة، ويُحوِّل النقاش ممّا نحن عليه إلى ما ينبغي للصحافة أن تروّجه عنّا. وهذا هو صلبُ المشكِل، الصحافة ليسَت مِرآَكً لواقِع أفضَل بل إنها مِرآَة واقِعنا. مِراَة من نحن. وهذا لا يعيبُها، ولا يعيبُنا حتى نحن، بل لا يعيب أحد.
وكَي لا نضيع في النقاش، لا تنهَشوا جسَد الصحافة، فإن أداءَ زملائنا بمنطقة “بئر رَيان” مبهِج، وباعِث على الحياة والأمَل، وليسَ كما اعتبَره البعض. فرجاءً لا تنهشوا جسدَنا.
التعليقات مغلقة.