رسميا روسيا خارج “سويفت” .. ماهو نظام السويفت؟ وهل ينجح في ردع الدب الروسي؟

 

آش واقع / بشرى العمراني

بعد تضارب الأنباء عن عزل روسيا عن نظام سويفت العالمي، أعلنت المفوضية الأوروبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة في بيان مشترك التزامها بضمان إزالة بنوك روسية منتقاة من نظام “سويفت” (SWIFT) المالي الذي يربط آلاف المؤسسات المصرفية حول العالم.

وجاء في البيان أن هذه الخطوة ستضمن فصل البنوك الروسية عن النظام المالي الدولي، وستضر بقدرات عملياتها المالية عالميا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” “نحن ملتزمون بضمان إخراج عدد محدد من البنوك الروسية من نظام سويفت”، وأضافت أن هذا يضمن عدم اتصال هذه البنوك بالنظام المالي الدولي مما يضر بقدراتها على القيام بالعمليات عالميا، وكل هذه الإجراءات سوف تضر بشكل كبير قدرة بوتين على تمويل حربه وسيكون لها تأثير شديد التدمير على اقتصاده.

وأوضحت أنه سيتم تجميد أرصدة البنك المركزي الروسي بهدف منعه من الوصول إلى احتياطاته، مما يجعل من المستحيل له تسييل أرصدته، كما أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على حظر الأثرياء الروس من استخدام أصولهم المالية في أسواق الاتحاد الأوروبي.

في الوقت الذي تستجيب فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لغزو روسيا لأوكرانيا بعقوبات اقتصادية، فإن قطع وصول البلاد إلى نظام الدفع الدولي SWIFT قد تم تقييمه باعتباره “خيارًا نوويًا”، فماهو نظام سويفت وماهي تداعيات روسيا عنه؟

نشأت فكرة “سويفت” في نهاية الستينيات مع تطور التجارة العالمية، ونظام “سويفت” هو شريان مالي عالمي يسمح بانتقال سلس وسريع للمال عبر الحدود، وكلمة سويفت – SWIFT – هي اختصار لـ “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”، (The Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications)‏، وقد أنشئ هذا النظام عام 1973 ومركز هذه الجمعية بلجيكا، ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة.

وسويفت هو ليس البنك العادي الذي نقابله في أي شارع، فهو نظام مراسلة فوري يخبر المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها.

ويرسل هذا النظام أكثر من 40 مليون رسالة يومية، إذ يتم تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات.

ويشبه البعض النظام بـ “Gmail” الخاص بالخدمات المصرفية العالمية، ويسهل النظام المعاملات بين أكثر من 11 ألف بنك ومؤسسة مالية في جميع أنحاء العالم، ويلعب  دورا محوريا في دعم الاقتصاد العالمي، يمكن تطبيق نظام “سويفت” لتبادل الرسائل في مختلف العمليات، مثل مطابقة أوامر العملاء بين الجهات المتداخلة بالعملية والتصديق عليها، كما في التحويلات النقدية الخاصة بالعمليات ونتائج التسوية، وأيضا في التصديق على تنفيذ عمليات التداول وتسويتها بين الأطراف المعنية، وبالطبع يمكن تطبيقه بكافة العمليات المتعلقة بالتغير في أرصدة العملاء.

يعتبر “سويفت” بديلاً متطوراً للتكلس، ويغطي جميع المراسلات المتعلقة بالتعاملات المالية والبنكية التي تتم بين البنوك والمؤسسات المالية، حيث يوفر النظام الحماية والسرعة الكاملة لمثل هذه التعاملات ومتابعة تسليمها للجهات المعنية.

وتستخدم البنوك نظام “سويفت” لإرسال رسائل موحدة حول عمليات تحويل المبالغ فيما بينها، وتحويلات المبالغ للعملاء، وأوامر الشراء والبيع للأصول.

ويقول خبراء الاقتصاد بهذا بخصوص هذا الاجراء، أن عزل روسيا عن نظام “سويفت” سيكون له تأثير اقتصادي كبير، عندما ارتأت الولايات المتحدة طرد روسيا من النظام في عام 2014 بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم، قدر وزير المالية الروسي السابق أليكسي كودرين أن الناتج المحلي الإجمالي لروسيا سينكمش بنسبة 5% خلال عام بدون نظام السويفت، وشبه رئيس الوزراء آنذاك ديمتري ميدفيديف الخطوة بـ “إعلان الحرب”.

وتشير الفاينانشيال تايمز أيضًا إلى أن هذه الخطوة ستضر بقدرة روسيا على جني أرباح من صادرات النفط والغاز التي تشكل 40% من عائدات البلاد.

هذا وأنشأت روسيا نظام مدفوعات بديل، ولدى الصين أيضًا نظامها الخاص الذي يمكن لروسيا استخدامه، لكن المجلس الأطلسي يشير إلى أن كلا النظامين أصغر بكثير من نظام “سويفت” ولن يعوضا بما فيه الكفاية عنه.

ماهي تداعيات حظر روسيا من نظام السويفت؟

يقول الخبراء أن طرد روسيا من نظام السويفت من شأنه أن يضر بقدرة الاتحاد الأوروبي على دفع ثمن واردات النفط والغاز الروسي التي يعتمد عليها.

وفي ذات الصدد، غرّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر “لن أكون دبلوماسياً في هذا الشأن. على كل من يشك الآن فيما إذا كان يجب حظر روسيا من سويفت أن يفهم أن أيديهم ستكون ملطخة بدماء الرجال والنساء والأطفال الأوكرانيين الأبرياء. فليتم حظر روسيا من السويفت.”

هذا وصرح مسؤول تنفيذي كبير في بنك أجنبي لـصحيفة فاينانشيال تايمز “قد يخلق ذلك فوضى كبيرة في روسيا، ولكن أيضًا لخدمات الدفع عبر الحدود. كيف ستدفع أوروبا فاتورة الغاز بدون نظام السويفت”.

ووفقاً لجمعية “روسيفت” الوطنية الروسية، تعد روسيا ثاني أكبر دولة بعد الولايات المتحدة من حيث عدد مستخدمي نظام “سويفت”، حيث تنتمي حوالى 300 مؤسسة مالية روسية إلى النظام، أي أن أكثر من نصف المؤسسات المالية الروسية أعضاء في “سويفت”.

لكن روسيا تمتلك بنية تحتية مالية محلية خاصة بها، بما في ذلك نظام SPFS للتحويلات المصرفية ونظام Mir لمدفوعات البطاقات، على غرار أنظمة Visa و Mastercard.

ويرى خبراء أن استبعاد دولة كبيرة كروسيا، وهي مصدر رئيسي للنفط والغاز للأسواق العالمية، يمكن أن يدفع موسكو إلى تسريع تطوير نظام نقل بديل، مع الصين على سبيل المثال.

وغزت روسيا أوكرانيا في وقت مبكر من صباح يوم الخميس بعد أسابيع من التكهنات بأن هجومًا أصبح وشيكًا، مما أثار إدانة واسعة النطاق من المسؤولين في جميع أنحاء العالم.

واختارت الولايات المتحدة وحكومات أجنبية أخرى غاية الآن، الرد على اعتداءات روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية، مع رفض بايدن إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا لأن القيام بذلك قد يشعل “حربًا عالمية”.

كانت دول من بينها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وكندا، واليابان، والاتحاد الأوروبي، قد أعلنت سابقًا عن بعض العقوبات، بعد أن مهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطريق لهجوم يوم الاثنين من خلال الاعتراف رسميًا بولايات دونيتسك ولوهانسك المتمردة في شرق أوكرانيا.

أصدر بايدن “الدفعة الأولى” من عقوبات إدارته ضد روسيا يوم الثلاثاء، والتي تضمنت “الحظر الكامل” لمصرفين روسيين من الوصول إلى الأسواق المالية الغربية وعقوبات تستهدف “النخبة الروسية وأفراد أسرهم”.

التعليقات مغلقة.