اش واقع / حفيظي كبيرة
اقترب موعد الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا، يوم الأحد المقبل، التي سيدعى إليها 48.7 مليون ناخب، مسجلون على اللوائح الرسمية، يحمى وطيس الجدل، ويزداد التراشق بين المجموعات السياسية الرئيسية التي كرست الانتخابات الرئاسية هيمنتها على المشهد السياسي الفرنسي.
ويسعى الرئيس ماكرون، الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية في 24 أبريل الماضي، إلا الحفاظ على منصب كرئيس لفرنسا، إذ بدأت مؤشرات تدل على مخاوف تنتاب كتلة السياسية و على أن المعركة المقبلة لن تكون بالسهولة المتوقعة لها أصلا استنادا إلى الرأي الشائع أن الرئيس المنتخب حديثا لابد أن يمكنه الناخبون من تنفيذ البرنامج الذي انتخب على أساسه.
وبسبب المعضلة الرئاسية يعود السياسي جان لوك ميلونشون ، رئيس حزب ” فرنسا المتمردة” والمرشح السابق للرئاسة الذي حصل على ما يزيد على 7 ملايين ناخب، ولم ينقصه سوى 400 ألف ناخب للتأهل للجولة الرئاسية الحاسمة التي لم يحصل عليها لرفض مرشحي الأحزاب الاشتراكية والشيوعية والخضر الانسحاب لصالحه.
ويشار إلى أن ماكرون تواجهه صعوبة، إذ لا شيء يؤكد على أنه سيحصل على الأكثرية المطلقة في البرلمان، بعكس ما حصل عليه في 2017، حيث تمتع بأكثرية، إذ مكنته من فرض السياسيات والخيارات التي أرادها، وفي حالة ما فشلت الكتلة في إيصال العدد الكافي من النواب، فسيكون مضطرا للمساومة مع نواب اليمين أو من اليسار الذين بقوا خارج ” الاتحاد الجديد”.
ودعا جان لوك ميلونشون، اليسار بكل مكوناته إلى تشكيل جبهة موحدة تمكنه من الحصول على الأغلبية داخل البرلمان، إذ يكون في استطاعتها جبر ماكرون على تسميته رئيسا للوزراء فقط .
كما أن المعسكر الرئاسي يرى أن الخطر الكبير سيأتي من جانب ميلونشون،لأن كل الانتقادات تنصب عليه خاصة تلك التي تطلقها عليه مارين لوبن.
أظهرت تقديرات أولية أن تحالف “الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد” اليساري بقيادة جان لوك ميلنشون وحزب الرئيس إيمانويل ماكرون “النهضة”، تصدر نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية التي جرت الأحد، من الانتخابات التشريعية الفرنسية وفق التقديرات، وتقدم الائتلاف اليساري بنسبة قليلة من الأصوات على حزب “النهضة” لسيد الإليزيه، الذي فاز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وبينما دعا إيمانويل ماكرون أنصاره إلى “التواضع” علما منه أن الدورة الثانية ستكون أصعب بسبب المنافسة الشرسة التي أظهرها الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد والذي سيخوض جولة الإعادة في أكثر من خمس مئة مركز تصويت، اعتبرت من جهتها مارين لوبان زعيمة “التجمع الوطني” (اليمين المتطرف) نتائج الدورة الأولى “مشرفة” لكون حزبها كما قالت قد عزز رصيده بـ”ست نقاط” كاملة مقارنة مع الانتخابات التشريعية التي جرت في 2017.
أما جان لوك ميلنشون الذي أصبح بحكم نتائج الجولة الأولى المعارض الأول لسياسة الرئيس ماكرون، فقد اعتبر أن حزب الرئيس “انهزم وتفكك”، مشيرا إلى أنها “المرة الأولى التي لم يتمكن فيها حزب الرئيس المنتخب أن يفوز بالانتخابات التشريعية منذ بداية الجمهورية الخامسة”. لكن ميلنشون نسي أن فرانسوا ميتران فقد الأغلبية في العام 1988 واضطر إلى تعيين جاك شيراك رئيسا للحكومة آنذك.
التعليقات مغلقة.