من التسعينات إلى اليوم.. أولاد فرج لا تزال تنتظر التنمية وسط وعود انتخابية متكررة ومعاناة يومية للساكنة

أش واقع تيفي / هشام شوراق

تعيش أولاد فرج التابعة لإقليم الجديدة وضعا كارثيا يعيد الذاكرة إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث تتخبط الساكنة في مشاكل متراكمة على مستوى البنية التحتية والخدمات الأساسية، رغم تطلعات السكان لرؤية منطقتهم تواكب عجلة التنمية وتستجيب لانتظاراتهم اليومية.

ورغم أن الرئيس الحالي للجماعة شاب معروف بإلمامه بمجال التطور والتغيير، إلا أن الواقع اليومي لأولاد فرج يكشف عن تأخر واضح في المشاريع وضعف في التجهيزات، الأمر الذي جعل الساكنة تشعر بإحباط متزايد في ظل غياب بوادر التغيير الحقيقي الذي يعكس إرادة سياسية واضحة لتحسين أوضاعهم.

وحسب شهادات عدد من سكان الجماعة، فإن المنطقة لا تزال تعاني من انقطاعات متكررة في الماء والكهرباء وغياب الإنارة العمومية الكافية، فضلا عن انتشار الأزبال بشكل ملفت وافتقارها لمساحات خضراء أو مرافق ترفيهية مخصصة للأطفال والشباب، ما يزيد من حجم المعاناة اليومية للساكنة.

وتُعتبر الطرقات داخل الجماعة واحدة من أكبر مظاهر الإهمال، حيث تتحول أغلب المسالك إلى أوحال خلال موسم الأمطار، في ظل غياب مشاريع إصلاح وتأهيل حقيقية تضمن تحسين ربط الأحياء بعضها ببعض، وتفك العزلة عن مناطق طال انتظارها للربط الحضري السليم.

وتزداد معاناة السكان أكثر بسبب ما وصفه البعض بغياب أعضاء منتخبين حقيقيين، حيث يُتهم عدد من الأعضاء بالتواري عن الأنظار وعدم التفاعل مع انشغالات المواطنين، مما عمّق حالة التوتر وعدم الثقة بين المجلس الجماعي وسكان ولاد فرج الذين يجدون أنفسهم في مواجهة يومية مع واقع صعب دون سند مؤسساتي فعال.

وتتعارض هذه الوضعية المقلقة مع التوجيهات والتوصيات الملكية السامية التي ما فتئت تؤكد على ضرورة النهوض بالعالم القروي وتحقيق العدالة المجالية والاجتماعية، كما جاء في خطب جلالة الملك محمد السادس، التي شددت مرارا على أهمية تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تشمل جميع جهات المملكة دون استثناء، مع التركيز على توفير البنيات التحتية الأساسية، والخدمات الاجتماعية الضرورية، والاستثمار في الرأسمال البشري. غير أن الواقع الذي تعيشه جماعة ولاد فرج، يُظهر فجوة واضحة بين هذه التوصيات وبين ما يُنفذ على أرض الواقع، مما يُطرح معه تساؤلات ملحة حول مدى التزام المسؤولين المحليين بتفعيل الرؤية الملكية الطموحة وتلبية انتظارات المواطنين.

وفي سياق آخر، استقبلت جماعة أولاد فرج في الآونة الأخيرة زيارة للأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، حيث قدم نفسه للساكنة بكل ود وهو يردد العبارة الشهيرة التي يستعملها الكثير من السياسيين المغاربة عند اقتراب موعد الانتخابات، قائلا “أنا الأخ نزار بركة”، في إشارة إلى محاولته التقرب من المواطنين وبث روح الأمل في نفوسهم عبر وعود متكررة بإحداث تغيير ملموس في حياتهم اليومية.

وجاءت هذه الزيارة في سياق ترويج الخطاب الانتخابي الذي غالبا ما يحمل بين طياته وعودا وردية حول التنمية وإصلاح الأوضاع، غير أن الواقع كما يعيشه السكان، ظل بعيدا كل البعد عن مضمون تلك الكلمات التي سرعان ما تتبخر مع انتهاء الحملات الانتخابية.

ويستغرب سكان أولاد فرج من تكرار هذا السيناريو المعروف، حيث يتحول السياسي، كلما اقتربت الاستحقاقات، إلى شخص اجتماعي قريب من الناس يتقاسم معهم الهموم والآمال، قبل أن يختفي بعد الانتخابات تاركا خلفه أسئلة كثيرة وعلامات استفهام لا تجد لها أجوبة، بل حتى الهاتف الذي يرد عليه خلال الحملات يتحول إلى صمت مطبق بعد انتهاء التصويت.

وتبقى جماعة أولاد فرج نموذجا حيا لما تعانيه العديد من المناطق المغربية من وعود انتخابية موسمية تختفي بانتهاء الحملات، فيما تظل معاناة المواطن مستمرة ومتصاعدة في انتظار حلول جذرية تضع حدا لهذه الدائرة المغلقة من التكرار والإحباط.

📺 انتظرونا بالصوت والصورة على قناتكم “أش واقع تيفي” لتقريبكم من معاناة الساكنة وكشف خبايا الوضع الحقيقي بجماعة أولاد فرج.