صوفيا أسمر
في جل زوايا الفؤاد تختبئ ذكريات الماضي ذكريات تبرز قصصا تختلف من شخص لأخر قصص ممزوجة بالأفراح والأحزان سوالف تتمرجح بين الفقدان ووداع يحمل في طياته الرجاء والامل وداع الأب، هل هو وداع إلى حين أم فراق أبدي؟ سؤال يطرح نفسه وتعجز الكلمات عن الرد.
قصة فتاة وزوجة وأم يرحل والدها إلى دار البقاء وتظل تتمايل بين مشاعر العناء والدها الذي كان يمثل لها العالم بأسره النجم الساطع في سماء حياتها الشخص الذي كان يشاركها استياءاتها وانشراحاها، سنين تروي لحظاتها سطوركتاب مليء بالرشاد والحكمة تسير على خطاه نحو مستقبل مشرق.
لحظات جميلة تبددت في دقائق معدودة في برهة واحدة مأساويةوهي تسترجع بقوة وذهول يوم وفاة والدها، حيث تلقت الخبر الصادم الذي غير كل شيء في حياتها خبر استقبلته عبر مكالمة هاتفية في مساء عادي تستعد فيه للنوم ولم تدرك أن والدها قد ذهب في سباة عميق إلى الأبد.
في يوم الجنازة، جنازة رجل ثقيل الوزن اجتمع الجميع أصدقاء وأقارب بعيد وقريب ليتحدث كل واحد عن الحب والتقدير لوالدها وعن المساعدة والدعم اللذين قدمهما لهم وكيف كان هذا الرجل مصدر إلهام للجميع، توقفت الكلمات وفاض الحزن في القلوب ليجسد مشاعر الفقدان وآلام الوداع… الوداع الأخير.
ضحكته الودودة روحه المرحة نظراته الدافئة طريقته الفريدة في تغيير الأشياء للأفصل… بعض من مواصفاته التي اتسمت بها صورته الراسخة في قلبها وعقلها الممتلىء بذكراه وبتاريخ يغمر كيانها.
الشعور بالوحدة وبفراغ كبير هو إحساس مرعب إذ بدأت الفتاة تعيش في عالم خال من الألوان عالم تغمره ذكرى والدها في كل ناحية من نواحيه، واجهت الفتاة تحديات وصعوبات كثيرة بعد رحيله حيث فقدت شغفها بالحياة وكست قلبها مشاعر الحزن والأس. لكن مع مرور الوقت أدركت أن قوتها تنبع من وجدانهاوشرعت في كتابة يوميات وخواطر تعبر عن ما بداخلها راجية اكتشاف سبلا جديدة للتعامل مع شخصها الجديد.
تتقدم الأيام والسنين وبدأت أصوات الأمل تتعالى وذرات الصمود تتكاثر مدركة أن والدها يرافقها في كل خطوة وبأن روحه العدبة ستظل حية ترفرف كالطائرالحر وتبرق كالنجمة في ليلة صافية تضيء وترشدها في العتمة والظلام وأن الحياة تستمر…
