أش واقع تيفي / الدار البيضاء
في وقت تُروج فيه خطابات رسمية عن جهود الدولة في تأمين الماء الصالح للشرب تعيش فئات واسعة من سكان العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء على وقع صدمة يومية مع مياه الحنفيات التي وصفها كثيرون بأنها “لا تصلح حتى للاستحمام”.
“كنشربو من الروييني، الماء خانز وتقيل” بهذه الكلمات الصادمة اختصر أحمد.ب أحد سكان منطقة الحي المحمدي وضعية الماء في حيه ويضيف: “الريحة لا تطاق والمذاق لا يروي العطش واش من حقنا نرفع دعوى على المسؤولين؟”.
الظاهرة لا تقتصر على حي بعينه تقول خديجة.م من ساكنة عين الشق: “الماء من عام تقريباً وهو على هذا الحال ولكن باش نشري قنينات الماء كل يوم ماشي كلشي قادر بزاااف علينا”.
في المقابل يصرح رشيد.ل من عمالة عين السبع أن الماء في منطقته “ما زال نقي” في إشارة إلى تفاوت جودة المياه بين الأحياء، لكن صوت الغضب والقلق يرتفع في أغلب تعليقات المواطنين خاصة مع تواتر حالات ظهور “رملة في الماء” أو “رائحة القادوس”.
“كنا كنطيبو الماء في المقراج عاد يولي فيه شوية ما يتشرب واش خاصنا ندعيو الشركة المكلفة بتوزيع الماء على هاد الكارثة الصحية؟” تتساءل نادية.س بمرارة.
ويتساءل فاعلون محليون عن الجهة المسؤولة عن مراقبة جودة المياه ولماذا لا يتم نشر تحاليل دورية للرأي العام كما تفعل بعض الدول؟ ومتى سيتوقف العبث بواحدة من أبسط حقوق الإنسان؟
وفي غياب أي تواصل واضح من الجهات المسؤولة تتجه الأنظار إلى دور المجتمع المدني والصحافة في نقل صوت الساكنة وإجبار السلطات على التحرك لوقف ما يمكن اعتباره “جريمة مائية” متواصلة في حق ملايين المغاربة.