“رحلة إلى الجحيم مع ONCF”.. أعطاب تقنية تحوّل قطارات المغرب إلى زنزانات متنقلة

خلية التحرير السبت 25 أكتوبر 2025 - 16:05

أش واقع تيفي / هشام شوراق 

عاش مستعملو القطار المتجه من فاس إلى الدار البيضاء، يوم أمس الجمعة، “كابوساً حقيقياً” بعد توقفه المفاجئ على مشارف العاصمة الاقتصادية استمر هذا التوقف القسري، الناتج عن عطل تقني، لمدة لا تقل عن 4 ساعات، محوّلاً رحلة عادية إلى محنة قاسية لركاب القطار.

هذا “العبث” المتكرر الذي تشهده رحلات السكك الحديدية يضع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF)، محمد ربيع الخليع، في مواجهة مباشرة مع أسئلة جوهرية لا تحتمل التأجيل أو الهروب، كيف يعقل أن تتكرر مثل هذه التوقفات الكارثية يومياً عبر ربوع المملكة دون أن يحرك مسؤول ساكنا؟ هل يتلاعب المكتب السككي بأرواح الشعب؟ خاصة وأن التوقفات تعرض كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة كـ السكري وضغط الدم و….، وكذلك الأطفال الرضع وصغار السن، لخطر حقيقي.

لقد تحوّلت الرحلة إلى جحيم لا يُطاق، إذ لم تقتصر المعاناة على انعدام الماء وتعطّل المكيفات جراء انقطاع التيار الكهربائي، بل كشفت المحنة عن واقع أشد مرارة، انعدام المرافق الأساسية أو تلفها المزمن في جل العربات، فالشكاوى المتكررة تؤكد أن الركاب يُتركون في العراء وسط ظروف غير إنسانية، داخل عربات مهترئة تفتقد لأدنى شروط الراحة، هذا الاستهتار بالكرامة الإنسانية، الذي يرافق غياب المراحيض أو تعطلها، يطرح تساؤلاً صارخاً حول جودة الخدمات المقدمة مقابل غلاء التذاكر.

وما يزيد “الطينة بلة” هو أن رحلة بعض المسافرين تستمر إلى مراكش، فكيف يمكن أن تكون حالتهم النفسية والجسدية عند وصولهم المتأخر؟ إن هذا “الإستهتار” لا يقتصر تأثيره على الإزعاج، بل يتسبب في تأخيرات للطلبة عن مدارسهم، والموظفين عن أعمالهم، والمرضى عن مواعيدهم الطبية، ليتحول المكتب، الذي يُفترض أن يرصد له موارد مالية كبيرة للصيانة والتجديد، إلى معرقل للنسيج الاقتصادي والاجتماعي.

لقد حان الوقت ليتحمل كل مقصر مسؤوليته، فلا مجال للاستهتار في وقت تعيش فيه بلادنا “طفرة” في هذا المجال وتنتظرها استحقاقات دولية ووطنية كبرى هذا الإهمال يضرب في الصميم واجهة السياحة في البلاد، حيث يختار العديد من السياح الأجانب هذه الوسيلة لتنقلهم.

وفي ظل هذا السخط المتزايد، يكتفي المكتب الوطني للسكك الحديدية بالخروج في كل مرة بـ “بلاغ اعتذار” عنوانه الرئيسي “نعتذر”، وهو ما يراه المواطنون هروباً من مواجهة المشكلة في الواقع.

وعبر المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم ومطالبتهم بالتعويض والمساءلة، حيث طالب Samad بضرورة تعويض الركاب عن الضرر عبر محضر مفوض قضائي لمعاينة الواقعة، مؤكداً أن هذا هو الإجراء “الجاري به العمل فجميع المعاملات الخدماتية التعاقدية”.

وشدد Alaoui على أن “المواطنون ليسوا مسؤولين عن العطب” وأن أربع ساعات من التأخير تستدعي “رفع دعوى والمطالبة بالتعويض”، معتبراً أن “هذه هي ثقافتنا” في دولة الحق والقانون.

كما لخص harrouk التجربة بقوله: “عشنا العذاب ليلة أمس وكأننا بدائيين”، وأشار Aarabe إلى التناقض بين “غلاء التذاكر” وسوء الخدمات المقدمة، بما في ذلك “العربات المهترئة التي تفتقد إلى أبسط شروط الراحة من مكيفات”، ويؤكد المواطنون أن هذه ليست المرة الأولى، متسائلين: من يحمي مسيّري هذا المكتب ليتلاعبوا بالمواطنين بهذه الطريقة؟.

تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Google News تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

سالة مسافرة غاضبة تهزّ مواقع التواصل: الله يسمح لك ONCF تعب، تأخير، صمت إداري.. ولا حياة لمن تنادي
السبت 25 أكتوبر 2025 - 17:12

سالة مسافرة غاضبة تهزّ مواقع التواصل: الله يسمح لك ONCF

الجمعة 24 أكتوبر 2025 - 19:09

رغم 22.5 مليار درهم: الحكومة تطلق دعماً جديداً للماشية وسط “جنون” في أسعار اللحوم وتساؤلات عن المستفيدين

الخميس 23 أكتوبر 2025 - 11:37

422 سنة سجناً نافذاً ضد 50 متهماً بتخريب وأعمال شغب بجهة سوس ماسة على خلفية حراك “جيل زيد”

الإثنين 20 أكتوبر 2025 - 16:34

فضيحة الدعم: دعم الماشية يكشف أكبر ثغرة في منظومة الرقابة والمحاسبة بالمغرب