يروى أن الذئب إختلف مع الحمار على لون العشب ، فقال الحمار : لون العشب أصفر ، لكن الذئب قال : لون العشب أخضر ، فقررا أن يتحاكما إلى ملك الغابة.
و وسط دهشت الحضور !!!! حكم الأسد على الذئب بالسجن لمدة شهر واحد ، وببراءة الحمار ، استنكر الذئب وقال : سيدي أليس لون العشب أخضر ؟؟ قال الأسد : بلى ، قال الذئب: إذا لماذا حكمت علي بالسجن وأنا لم أخطئ الرأي ؟ قال الأسد : صحيح إنك لم تخطئ الرأي لكنك أخطأت عندما جادلت الحمار على مسألة كهاته ، لذلك أمرت بسجنك لكي تعتبر ولا تجادل من لا يستوعب ولا يفهم وليس بأهل لذلك !!!
هذا حال من يدعون إلى المساواة في الإرث بين الرجل و المرأة ، و يبنون أطروحتهم على أن المرأة أصبحت اليوم تنفق كالرجل ، لكن الغريب في الأمر أنهم يتناسون بغباء أن النفقة من جهة أخرى ، في نظر القانون المغربي ، ليست واجبة أصلا في حق الزوجة حتى لو كانت عاملة ، و بالتالي في حالة تغير النص المتعلق بالإرث أصبح واجبا تغير نصوص مدونة الأسرة التي تنبني أساسا على مفهوم القوامة.
حيث أن التغير سيجعل من النفقة في هذه الحالة واجبة في حق المرأة و بالتالي ستكون متساوية و هو ما يعني بالدرجة الأولى أن المرأة غير العاملة لن تتمكن أصلا من الزواج و إلا من أين ستأتي بالنفقة ( ربط الزواج بسوق الشغل ) ، كما أنه سيصبح من السهل تطليق المرأة في حالة العجز أو المرض أو أي طارئ يمنعها من أن تعطي حصتها في مصاريف بيت الزوجية .
هذا دون أن ننسى أنه سيصبح من حق الزوج هو كذلك رفع دعوى الطلاق على زوجته بداعي عدم الإنفاق على الاسرة في حالة الإمتناع ، و إذا ما تم هذا الطلاق فالزوجة ملزمة هي الأخرى بالنفقة على أبنائها ، بل و الأكثر من ذلك ما إذا عجزت عن سداد تلك النفقة أصبح من الواجب أن يطبق عليها الإكراه البدني و يتم الزج بها في السجن كما يقع اليوم في حق الرجل .
و المضحك في الموضوع أن المرأة ستحرم من الحضانة و من مصاريف الرضاعة و من المتعة التي شرعها لها القانون ، و غيرها من التكاليف التي تغرق كاهل الرجل لمجرد أنه ملتزم بقانون إلهي يقول بقوامته في الإنفاق .
حقيقة و أنا اسمع براهين هؤلاء الحمقى أصحاب تلك الدعوة و الذين يربطون فكرتهم مثلا بإستعدادهم للبول واقفات ، و هم من هم في مجتمعنا ، أصاب بكثير من الحيرة نتيجة عدم فهمي لماذا يريدون أن يغرقوا نون النسوة في مشاكل لا حصر لها ؟؟؟ و لو علم النساء ما تحاول هذه النخبة توريطهم فيه لضربوهم ب ” الشباشب ” على حد قول إخواننا المصريين .
التعليقات مغلقة.