تمام ياسين
غريب أمر هذه الحكومة!!!
خمسة أسابيع وزيادة من المقاطعة ومازالت تردد نفس الأسطوانة المشروخة ، مع أن مطالب المقاطعين واضحة تحت شعار “تخفيض الاسعار” ، ولا أحد عاقل داخل هذا الكم من الوزراء قادر على أن يوصل الفكرة ، نفس الخطاب التنظيري لا غير ، المغاربة كانوا ينتظرون خروج الناطق الرسمي ووزير الحكامة بقرارات مفرحة هذه المرة لكن للأسف لا جديد .
المقاطعة عرت الكثير من الوقائع بداية ب 1700 مليار سنتيم التي ربحتها شركات المحروقات بطريقة غير أخلاقية من جيوب المغاربة ، و بدل أن تتحدث حكومتنا عن إرجاع تلك الاموال لخزينة الدولة تصرح بأنها تعكف حاليا فقط على مشروع لتسقيف ثمن المحروقات ، لأنها وبكل بساطة لحد كتابة هذه الاسطر مازالت تائهة ، المقاطعة عرت كذلك هشاشة الحكومة بكل مكوناتها كل يغني على ليلاه ، ولا أحد من هؤلاء يفكر في 40 مليون مواطن فقط جملة من التصريحات من هنا وهناك التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
أما وزير الحكامة الاستاذ الداودي ، الذي لا يتقن إلا لغة الأبواب والمفاتيح ،والتي لم يتعب من ترديدها ، يعلم يقينا بأن المغاربة قد شبعوا من دغدغة المشاعر و يعلم أيضا بأنهم يريدون أن تدعم بشكل مباشرة قدرتهم الشرائية او تخفض الاسعار ، يريدون إجراءات ملموسة أما مسألة تسريح العمال وبأن الفلاحين الصغار سيتضررون ، فأجيبك بسؤال لماذا سيدي الوزير لم تفكر من قبل في عمال البلاستيك وشركة تكرير البترول التي تم إقفالها ، وكانت وبالا على ثمن المحروقات بالمغرب؟؟
حقيقة لا أعلم لماذا المغاربة صوتوا أصلا على هذه الحكومة ؟؟ هل من أجل أن تدافع عن مصالحهم أم لتصبح محاميا لإحدى الشركات التي تحتكر سوق الحليب بالمغرب ؟؟ حكومة تبرر عجزها عن التصرف بأنه لم تتم زيادة ثمن هذه المادة منذ أمد طويل ، ما تقولونه صحيح لكن المقاطعين تعبوا من ذلك الثمن ، وقد سبق أن صرح الداودي نفسه بأنه إذا غلت سلعة قاطعوها لينزل ثمنها ، لماذا تتناقضون مع أنفسكم إذن ؟؟ إذا كنتم عاجزين عن إيجاد حل واقعي ومرضي لجميع الاطراف أطلبوا إعفاءكم أما خطابكم الذي مللناه فلن يفيد في شيء .
كنت اتمنى من الحكومة أن تنبه هذه الشركة بدل الدفاع عنها ، وتبرز لها بأن كل مس بعجلة الاقتصاد الوطني هو مس باستقرار الدولة ، و تقول لها بالفم المليء المواطنون اختاروا رفع الاحتكار الذي تقومون به ، كان أجدر بحكومتنا أن توجه لها إنذارا ولجميع المشتغلين في الحقل الاقتصادي وتقول لهم بأنكم تشتغلون في دولة ذات سيادة ، وليس في عزبة أباءكم التي يمكنكم أن تسيروها كما تشاؤون ، وأن أي ربط بين ما هو سياسي واقتصادي خطر على الدولة ، كنت أتمنى من الحكومة أن تلزم جميع الشركات بقانون المنافسة وتفعل المجلس الخاص بهذا المجال ، وأن لا تدع تقريرها حبرا على ورق وتترك معه ثلة من رؤوس الاموال يفعلون ما يريدون بجيوب المغاربة ، كنت أتمنى من الحكومة أن تعتذر لشعب المغربي عن مجموعة من قرارتها لا شعبية التي أتبتت فشلها سواء مع هذه الحكومة أو التي سابقتها وعن آثرها على النسيج الاقتصادي ، والتي كانت سببا أساسيا في موجة الغلاء التي أضرت خصوصا بالطبقة المتوسطة ، كنت أتمنى من الحكومة أن تحسم أمرها و تقول بأنها عاجزة أمام المقاطعة وتضع المفاتيح تحت الباب وتنزوي بدل الخطاب الذي لا يزيد الطين إلا بلة .
خلاصة القول مطالب المغاربة واضحة ، وضوح الشمس في رابعة النهار ، هم يريدون قرارات جريئة وواقعية وليس خطاب العاطفة .
التعليقات مغلقة.