إيجابيات كورونا
آش واقع تيفي / رأي
ماذا بعد كورونا؟.. هذا السؤال يحتاج للإجابة عليه ان ندرك جيدا حجم الأزمة التى نمر بها.. وأبعاد المخاطر التى تسبب فيها هذا الفيروس.. وأن نعلم أن الإنسان ضعيف مهما بلغ من العلم، ومهما تجبر واستقوى.. ومهما ملك من جاه وسلطان.
على أية حال أترك الإجابة عن هذا السؤال إلى الأيام القادمة والتى ستكشف لنا أشياء كثيرة قد تساعد فى إيجاد إجابة منطقية له.
عموماً أنا من الذين يأخذون من الشىء الإيجابى فيه.. ولذلك سوف أتحدث عن الإيجابيات التى تسبب فيها هذا الفيروس.. وهى عديدة.. أهمها على الإطلاق أنه وضع البشر فى موضعهم الطبيعى.. فالكل استفاق على ضعفه أمام شىء لايرى بالعين المجردة. مجرد فيروس حير العالم وعزله.. وفعل به ما لم يخطر على بال بشر.. وعرف الإنسان حجمه الحقيقى.
ومن الإيجابيات عودة الأسرة.. والدفء والروح الأسرية.. وإلتفاف الأسرة حول مائدة الطعام.. والتواصل بين الأب والأم والأبناء.. وزيادة التماسك والترابط الأسرى..
كلها أمور إيجابية تساعد فى خلق مناخ صحي تفاعلى داخل الأسرة الواحدة.
ومن الأشياء الإيجابية التى تسبب فيها الفيروس أيضا النظافة.. حيث سيطر على كل منا وساوس النظافة.. غسيل الأيدى والوجه باستمرار.. واستخدام المطهرات فى العمل والمنزل وفى كل مكان.. الجميع امتنع عن السلام بالأيدى.. وثار علي عادة التقبيل بداع أو بدون داع.. وإمعانا فى السلامة تجد البعض يرتدى الكمامة والقفاز الطبى.. وهذه أشياء يجب أن نحرص عليها.. وإن تستمر معنا.. وتتحول إلى عادة تصاحبنا وقت انتشار الفيروس وبعد القضاء عليه.
ولأن النظافة مهمة لصحة وحياة البشر أكدت عليها جميع الأديان.. فالنظافة كما قالت الحكمة من الإيمان.. فلا يكتمل الإيمان إلا بها.
لقد نجح فيروس كورونا فى أن نُعدل عن عادات سيئة.. بل ونحولها إلى عادات حسنة.. نجح فى أن يجعلنا نحافظ على نظافة وطهارة أبداننا من الخارج.
فهل ينجح فى أن نحرص علي نظافة أنفسنا وطهارة قلوبنا؟
اعتقد أن الأيام القادمة تحمل لنا تحورًا ما للفيروس يستطيع به أن يهاجمنا من الداخل. فإذا استطاع البشر أن يتحصن ضد الفيروس من الخارج.. فهو قادر أن ينفذ لنا من الداخل.. خاصة أنه يهاجم كل ما هو ضعيف وخرب.. فهو قادر أن يهاجم أنفسنا الخربة وقلوبنا الضعيفة.
علينا أن نحصن أنفسنا من الداخل كما حصناها من الخارج.. علينا غسلها ونطهر قلوبنا من الرياء والنفاق.. من الحسد والحقد.. من الخيانة والكراهية.. من البغضاء والغل.. من النميمة والكذب فإذا استطعنا ذلك وحصنا أنفسنا من الداخل قويت مناعتنا.. وأصبح من الصعب على الفيروس أن يهاجمنا.. فنحن محصنون من الداخل والخارج.. وعندها استطيع أن أقول أننا انتصرنا على هذا الوباء.. بل وقضينا عليه بلا رجعة.. وإذا لم نستطع أن نطهر نفوسنا من هذه الأشياء فإن الفيروس سوف يهاجم قلوبنا وينتصر علينا مهما كانت نظافتنا وطهارتنا الخارجية.
التعليقات مغلقة.