هل يستطيع أخنوش عزل عبد الرحيم بوعيدة ؟ !
أش واقع تيفي / مجرد رأي
من المعلوم أن السياسية تخضع لمنطق الربح والخسارة باعتبارها فن الممكن وهذا ما يجمع عليه معظم السياسيين، فما بالك أن كان السياسيون هذه المرة من أهل المال والأعمال حيث الصفقات التجارية لا تعرف أساسا غير هذا المنطق.فهل يستطيع حزب الحمامة عزل الدكتور بوعيدة؟ سؤال فرضته الوقائع المتتالية، على إثر النقد ألاذع الذي يوجهه الرئيس السابق لجهة كليميم وادنون لقيادة حزب اخنوش ويحمّلها مسؤولية تراجع الحزب وإقبار الكفاءات وتغليب منطق المال،بل إن الأمر توسّع ليصل حد حركة تصحيحية تطالب بإسقاط قيادة الحزب الحالية وما صاحبها من تطورات تزامنت مع انعقاد المجلس الوطني لحزب الحمامة على إيقاع مقاطعة عدد مهم من كوادر الحزب لهذا اللقاء.
على ما يبدو أن هذا الحزب فشل في امتصاص غضب عدد من منتسبيه وعلى رأسهم الدكتور عبد الرحيم بوعيدة،والذي يطالب في كل خروج إعلامي له بإخراج الحزب من منطق التسيير المقاولاتي لمنطق التسيير الديمقراطي . وعلى الرغم من حجم الإحراج الذي سببه بوعيدة لهذا الحزب، فإن الانطباع العام السائد هو رفض الحوار معه ،لان عدد المعترضين لم يكن كافياً على ما يبدو. كان المطلوب قرارات جذرية وجريئة كتغيير وجوه قيادية هي موضع شكوى بوعيدة ومن معه بصرف النظر عن أحقية المطلب أو استقالة اخنوش وعقد مؤتمر استثنائي لكن لا شيء من هذا وقع،بل المرجح حسب مقربين أن يعرض بوعيدة على مجلس تأديبي للحزب ليقرر فصله من الحزب وإنهاء هذه العلاقة التي لم تتسم بالود منذ التحق الرجل بالحزب.
طبعا نظريا وتنظيميا من البساطة عزل عبد الرحيم بوعيدة وإنهاء هذا المسلسل،لكن سياسياً فثمة قراءة في حسابات الربح والخسارة لما سيحصل لا بد من استعراضها، فقد أظهر رئيس الجهة السابق تواصل جيد مع الساكنة منذ لبلوكاج خصوصا مع الفئات الشبابية،ما زاد من حضوره وقوى شعبيته بالإقليم،الشيء الذي يجعله ورقة مهمة في أي استحقاق انتخابي مستقبلي وهو ما يفسر جلوس بن كيران معه في لقاء خاص جمعهما،من جهة اخرى حزب اخنوش يطمح لتقويض نفوذ غريمه السياسي حزب العدالة والتنمية،ويسعى جاهدا لتعديل القاسم الانتخابي حتى يضمن اكبر عدد من المقاعد ويقلص في ذات الوقت مقاعد غريمه اللمبة،فهل يعزل اخنوش بوعيدة ويوقع قرار انخراطه بحزب العدالة والتنمية ويضحي بالمقعد البرلماني عن اقليم كلميم الذي تعود الحزب على حصده لولايات متعددة؟ !
اخنوش يعرف قيمة كل مقعد يحوزه أو يخسره في الصراع المحموم لتصدر الانتخابات التشريعية المقبلة للظفر بكرسي رئيس الحكومة،وعليه فمن المستبعد أن يتخذ قرار عزل بوعيدة ليس حبّا في الرجل، ولكن حتى لا يضعف عائلة آل بوعيدة كحاضنة للحزب بجهة كلميم وادنون،فمن المعلوم أن خوض عبد الرحيم بوعيدة للانتخابات بلون سياسي أخر سيخلق شرخا داخل العائلة ،ويجعل عدد من أقاربيه يناصرونه، وهم كثر كما تظهر ذلك تفاعلاتهم وتدويناتهم على منصات التواصل الاجتماعي تجاوباً مع ما ينشره على صفحته الفيسبوكية.
ختاماً،ليس ذلك الربح الذي تحدثنا عنه ،هو لصالح المنطقة وأهلها بالضرورة وليس شرطا للتنمية،إنما صراع سياسي قد يكون سبب في منح كثير من منتسبي الأحزاب جراءة وشجاعة كافيتين لفتح موضوع التفرد بتدبير الأحزاب والاستغلال السلطوي لها.
آخر الكلام:حتى إذا جاء قرار الحزب مخالف لما ذكرناه سابقا،فسيكون محك حقيقي لبوعيدة وخصومه، حتى إذا انجلى الغبار نعرف كمتابعين مستقلين من تحته حصان ومن تحته حمار.
بقلم:عزيز طومزين
التعليقات مغلقة.