مقال رأي / أسامة بوكرين
لا يمكن أبداً تخيّل المشهد السياسي في العشر سنوات القادمة بالقيادات الحالية التي أغرَقت المغرب في حالة من العزوف غير مسبوقة، لسيما أن الأوضاع والمحيط لا تبشّر بخير، وأعين المتربصين تحول حول نموذجٍ مغربي برّاق في ديبلوماسيته ومسارِه التنموي بفِعل قوّة القرار المركزي، وهنا أتحدث أساساً عن الأوراش الملكية الكبرى.
المشهد السياسي المتخيّل في السنوات القادِمة لا يمكن أخذه بعيداً عن التصور الذي ظهَر جلياً من خلال تحرّكات الملك محمد السادس في رفع السقف عالياً سياسياً، تنموياً وديبلوماسياً.
والمغرب الذي يجِب أن نراه، هو مغرِب يواكِب دينامية الكبار قولاً وفعلاً، وهذا ما لا يمكن أن يتحقّق بزعامات وقيادات سياسية مستهلَكة استنفذَت رصيدها ومِقدارها من الممارسة السياسية في الترهات والأخطاء التكتيكية.
وبالنظر الى فنجان القهوة لما يأتي من سنوات قريبة، فإن الأحزاب السياسية لم تستطِع افراز نخبة شابّة يرى فيه المغاربة مستقبله وآمالهم وأحلامهم، فأحزاب مثل الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار، لا يمكنهم أن يلعبوا غير دور المكمّل لتشكيلة تعيش في أعماقِها “الحمولة السياسية”، وهو ما يجعَلهم على دورهم الدائم “إكمال الأغلبيات”.
أما العدالة والتنمية، فلم يعد من صالِح المغرب ولا شعبه، ولا لصالِح الحزب نفسه، ان يستمرّ “اخوان المغرب” لولاية ثالثة، فالأمر قد يتحوّل من الحفاظ على الديمقراطية الى تهديدها ونحرِها في وقت لاحِق، لأن الحزب الذي تلقّى كل هذه الضربات ان كان قادراً على الحفاظ على شعبيته فقد يتحوّل الى تهديد واضح للدولة.
ومن مصلحة المغرب كما المجتمع، أن يتِم الانتقال بطريقة سلِسة من مرحلة تشكيلة ما بعد الربيع العربية، التي نسجَ خيوطها حزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار وملحقاته السياسية، نحو رِحابٍ سياسي أمرَح، مع تقليد أحزاب المعارضة الحالية مهمّة قيادة المِقود.
وفي مرحلة معقّدة كالآتية، لا يمكن الاعتماد الّا على تكاملٍ في البروفايلات يعطي مشهداً متنوعاً، وهذا ما لا يتأتّى الا بحكومة فيها التقدم والاشتراكية والأصالة والمعاصرة، يترأسّها الحزب الأوفر، الذي لا يمكن الّا أن يكون حزب الاستقلال.
حكومة يترأسّها البروفايل الأقرب للمرحلة، نزار بركة، الرجل الذي راكَم تجربته بعقلانية، وحازَ على نصيبه من المسؤولية بذكاء وفطنة، سياسي هادئ، بتكوين رفيع، ويحمِل خلفه ارثاً عائلياً وسياسياً كبيراً، يمكّنه من قيادة البلد بهدوء.
بضجيج الأصالة والمعاصرة، وبرغماتية التقدم والاشتراكية، وقوّة حزب الاستقلال، خلفَ بروفايل ناضِج مثل نزار بركة، لا يمكن الّا ان نضع المغرب أمام نموذج مغاير لكلّ ما مرّ، نموذج حيّ لمغرب مزدهِرٍ نقول فيه يوماً “برَكاتَك يا نزار”.
[…] برَكاتُكَ يا نزار ظهرت أولاً على آش واقع جريدة إلكترونية وطنية أخبار […]