آش واقع تيفي
بقلم: عبد الكريم علاوي
المقصود هُنا بـ”المكرفون”، هو إعطاء الكلمة للمجانين، والفارغين معرفيا، لأننا نعلم علم اليقين أن النتيجة لن تكون خارقة للعادة، ولو أعدنا التجارب مليون مرة.
ويقول المثل، فاقد “الشيئ لا يعطيه” فاقد المعرفة لن يعطيها ولن يُنظِّر بها، السياق هنا يجرنا للحديث عن “الحوادث” المميثة التي صنعناها بانفسنا، حوادث وعاهات اجتماعية أصبحت عاهات مستديمة تتوسطنا وتعيش بيننا ونتعايش معها.
فحادثة “باعبو الملالي” واحدة من “حوادث حرب الثفاهة” التي صُنعت عبر إعطاء الشخص أكثر من قيمته وأضحى من مشاهير العالم، شهرة تضاهي شهرة “ميسي التفاهة”، وهذه الشهرة المزيفة سرعان ما تتحول لكوارث لا تحمد عقباها، على اعتبار فراغ صاحبها من أي محتوى، يفقد لأية رسالة، فمنطق “جيييب يا فم وقول” تحصيل حاصل ومسالة وقت فقط، يبحث التافه عن بعض الضجيج للإستمرار في حصد جُميمات على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت مرتع لتجمع عدد من الغوغائيين وصناع التفاهة باستعمال جميع الوسائل والاساليب حتى أصبحنا نرى أنه لا عجبا في استباحة الأجساد للربح السريع.
فكيف تحول “الكلاخي” الملالي من حفار الآبار إلى كبير التافهين ؟؟
سؤال لا يحتاج سفر بعيد في المعرفة طبعا، للعثور عن الإجابة الشافية والكافية، فنحن (*¹الأنا الجماعية) من ساهمنا في صعود وهمي لاسهم “الملالي” وحولناه من حفار للابار، لاضير في ذلك وهي حرفة لقمة عيشه، إلى كبير التافهين من لاشي، من رقصة تافهة وحركات بهلوانية، لبوديوم التافهين والتافه نبروان.
ولكي يستمر في الطّوندوس لابد من حركة أخرى، تنال إعجاب جوقة التافهين.
“فالكلاخي”، نموذج لكلاخيات منتشرة بيننا تستوجب وقفة تأمل كبيرة وإعادة النظر فيما أصبحنا نُنتجه وبوفرة حتى أصبح عرض التفاهة أكثر من الطلب.
(*¹ الأنا الجماعية عبارة عن أنا الأفراد الذين يشكلون أبناء المجتمع، فيما يوجد بينهم من مشتركات تشكلت عبر الأجيال، تعريف عبد الرحمان الطريري)
التعليقات مغلقة.