حموشي يستقبل سفيرة الصين لبحث قضايا “الأنتربول” ومكافحة الجريمة

أش واقع تيفي / هشام شوراق

الرباط: في إطار الجهود المتواصلة لتدعيم الشراكات الأمنية الثنائية والمتعددة الأطراف، استقبل المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي، يوم الإثنين 10 نونبر الجاري، بمكتبه بالرباط، سفيرة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى المملكة، السيدة يو جينسونغ (Yo Jinsong).

وقد تمحور اللقاء، الذي يأتي في سياق رغبة مشتركة، حول سبل تعزيز آليات التعاون الأمني بين البلدين الصديقين، ومواصلة تنسيق الجهود الميدانية لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، لا سيما في ظل التهديدات العابرة للحدود والجريمة المنظمة هذا التعاون يشمل تبادل الخبرات في مجال مكافحة الجريمة السيبرانية والإرهاب، وهي قضايا تكتسي أهمية بالغة لكلا البلدين.

في هذا الصدد، أثنت السفيرة الصينية بشكل خاص على مستوى الدعم والتنسيق الأمني الذي تقدمه مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، مشيدة بالفعالية المهنية العالية التي يتمتع بها القطب الأمني المغربي، هذا الإشادة تعكس عمق العلاقات الثنائية في مجال تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية، وتؤكد على المكانة المتنامية للمغرب كشريك أمني استراتيجي موثوق به في منطقة شمال إفريقيا.

كما شكلت الاستعدادات المغربية لاحتضان الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، بمدينة مراكش خلال الفترة ما بين 24 و27 نونبر الجاري، محوراً رئيسياً للنقاش وقد عبرت السيدة يو جينسونغ عن استعداد بلادها الكامل للتعاون والتنسيق بشأن مختلف القضايا الأمنية المطروحة على جدول أعمال هذه القمة الدولية الهامة، ما يبرز التنسيق الثنائي لإنجاح هذا المحفل العالمي الذي سيشهد حضور وفود رفيعة المستوى من مختلف دول العالم.

وتأتي أهمية هذا اللقاء في ظل التحديات الأمنية الإقليمية والدولية المتزايدة، خاصة ما يتعلق بشبكات التهريب الدولي للهجرة غير الشرعية والجريمة المالية العابرة للقارات، وهي مجالات تتطلب تكثيفاً للتنسيق المعلوماتي والعملياتي بين جهاز “الديستي” الصيني (Ministry of State Security) ونظيره المغربي (DGST).

ويؤكد هذا اللقاء رفيع المستوى على مدى انخراط قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في تفعيل الشراكات الأمنية الثنائية وتستهدف هذه الشراكات دعم ركائز الأمن الإقليمي والدولي، بما يتماشى مع الاستراتيجية المغربية الرامية لتعميق التعاون الأمني مع القوى الكبرى، وعلى رأسها جمهورية الصين الشعبية التي تعتبر طرفاً فاعلاً في مكافحة الجريمة التكنولوجية والاقتصادية.

وتعكس الزيارة أهمية المغرب كشريك إقليمي ودولي موثوق به في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب، وتؤكد دور المؤسسات الأمنية المغربية كفاعل رئيسي في تحقيق الاستقرار، ليس فقط على المستوى الوطني، بل وعلى الصعيدين القاري والدولي، لاسيما وأن المغرب يسعى لتقوية محوره الأمني جنوب-جنوب وشمال-جنوب.

في الختام، يُنظر إلى التفاهم والتعاون بين السيد حموشي والسفيرة الصينية كخطوة إضافية لترسيخ التعاون الأمني الاستراتيجي، وتعزيز التنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن العالمي، لا سيما في سياق التحضير لقمة “الأنتربول” التي تُعد اختباراً لمدى قدرة الدول على العمل المشترك لخدمة الأمن الدولي.