ياسين تمام
لنتفق أولا على أننا كمغاربة لا نزايد على حبنا لجلالة الملك كرمز ليس له مثيل في قلوبنا ، نظرا للصدق الذي نحسه في كلامه وخطاباته ، و الذي لا يمكن لعاقل إلا أن يقابله بالمودة والاحترام ، شخصيا لا أصرح بهذا الكلام قربانا أو طمعا في شيء كما سيقول البعض ، ولكنه تعبير صادق من أحد مواطني هذا البلد اتجاه شخصية يرى فيها الصدق و الأمانة مجتمعين معا.
مناسبة مقدمتي هاته هو ما ابتلي به مؤخرا بعض الفنانين المغاربة بداية بالستاتي وانتهاء بالملحمة الأخيرة للناصيري وأصدقائه “كلنا أبطال”، تلك التي تمت فصولها فوق حاويات الخضار والفواكه وبأصوات لا يربطها بالغناء إلا البر والإحسان وبأخطاء لغوية في تسمية الكلمات.
الفن شيء جميل طبعا ويحمل في طياته العديد من الرسائل الإيجابية، لكن الاجمل إذا كان هذا الفن نابع من القلب، وهو ما لم نحسه طبعا مع هؤلاء بصفتنا متلقين، مما جر عليهم موجة انتقاد لاذعة، لا مثيل لها بل حتى اليوتيوب قام بحذف هذه المقطوعة من قاموسه.
الغريب في الأمر أن صاحب العمل وبدل أن يقبل النقد نجده يربط عمله الفني بالوطنية، لا أعرف حقيقة لماذا عندما لا يقبل المغاربة تصرف البعض إلا ويتجه مباشرة لهذا الطريق السهل من اجل قمع الأصوات المخالفة؟ مرة بالتخوين ومرة بعداء الوطن ، بدل تبرير فشله الناتج عن عدم وعيه بما يقوم به.
الطامة الكبرى هي ان هؤلاء الفنانين يستعملون نفس النمط في التطبيل الذي أكل عليه الدهر وشرب، فالمغاربة ليسوا في حاجة إلى فن يقول “العام زين” لأن الفن الناجح هو مرآة الواقع المعيش بصورة حقيقية بعيدة عن التنميق و التحليق، وبدل تلك الخزعبلات التي اطل بها علينا هؤلاء كان أجدر بهم أن ينتجوا لنا أعمالا مساندة للمقاطعة من أجل غلاء الاسعار، أو عن معاناة الشعب المغربي في طوابير المستشفيات، او عن الطبقة الغنية التي تمص دماء الفقراء بمباركة من المسؤولين، أو عن أي موضوع يسمو بذوق المتلقي ويهذب سلوكه ويرفع من مستواه.
نحن لا نريد ذلك الفن الذي تنتجه جارتنا المصرية، والذي يغرد خارج السرب ويطبل للمسؤولين ولمن يدفع أكثر، فن لا يؤمن إلا بمبدأ الاسترزاق إذا صح التعبير، وأشياء أخرى بعيدة عن الأحاسيس الصادقة التي نتبادلها مع شخص الملك أو نعبر بها عن حب الوطن.
إني أكرر و أعيد.. الحب الصادق لجلالة الملك يكون بالحرص على تنفيذ أوامره وتقديم الخير للوطن و للمواطنين، مع تقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، والسعي لخدمة البلاد بكل ما اوتينا من قوة، والإيمان الصادق بقضايانا العادلة، ورفع علم البلاد في كل المحافل الدولية، حب ملك البلاد يكون بنشر الوعي بين صفوف الشباب، وأن يؤدي كل منا عمله من موقعه على أكمل وجه، وان نطبق القانون على أنفسنا قبل أن نطبقه على الآخر، حب الملك يكون بالتوزيع العادل لثروة وتحقيق المساواة الاجتماعية بمعنى لا فرق بين الغفير والوزير، أما التطبيل فلن يفيد أحد في شيء وكما لا يفيد هذا الوطن.
أقول لأصحاب الألباب و إلى آخر رمق في حياتي وبالأفعال :
“عاش الملك عاش الملك عاش الملك”
التعليقات مغلقة.