للسدرة اشواك يا سادة.
تسللوا في ظلمات عتمة لا بدر فيها الى بوادي ومضاشر وقرى حاملين ” فانوسا ” ’خيّل اليهم انه مصباح سينير لهم السبيل , فاستغلوا ” محدودية فكر ” جعلوا اصحابه يرون في السدرة شهدة عسل .
فاكتسحوا ما اكتسحوه بعد ردة فعل ” نفور وهجرة ” لعليّة قوم تركوا وراء ظهورهم ” دكاكين ” كانت بالأمس حاضنا وحصنا وملجأ ومنارا وسراجا منيرا.
و’خيّل لهم , ظهور حمير ركبوها , انها صهوة حصان امتطوها , وبقدرة فاعل تعثرت الدابة وتزحلق من كان فوقها . واختلطت اوراق بأخرى وتشابكت الايدي بالأرجل فتحول الحمل الوديع الى تمساح , وصديق الأمس الى عدو , ورفاق المنجل الى إخوان لمريدي أبي لهب , وحلقت حمامة في منقارها وردة في الاعالي ولفظتها فتقاذفتها الرياح في كل الاتجاهات و هكذا تبعثرت كل الاوراق .
ولأن أصحاب الظلمات لا تهمهم الا مصلحتهم ولرد الصاع صاعين تفكروا ففكروا, فتدبروا ودبروا المكائد كالعادة فأطلقوا حملة لم تكن تقليزة من تحت السلهام ,فالتقطها العامة ب ” عفوية ” المقهور والمظلوم في عيشته , فصارت ” مقاطعة ” بسهام في كل الاتجاهات أتت على الأخضر واليابس , فكان لزاما ان تصل الى اولئك الذين تسللوا اليهم ليلا ليستفيقوا من حلمهم وليعلموا ان السدرة لن تتحول ابدا الى شهدة عسل.
بقلم: عبد الكريم خنفودي
التعليقات مغلقة.