إن ما يتم تداوله هذه الأيام لحالات العنف ما بين الأساتذة والمتعلمين داخل اسوار المؤسسات التعليمية، يبقى مجرد أحداث معزولة فقط، لأنه إحصائيا لا قيمة له مقارنة مع هذه الفئة الاجتماعية والمهنية العريضة للمدرسين أو حثى المتعلمين أيضا داخل المجتمع المغربي، إلا أن تكرار هذه الحالات والتركيز عليها داخل الحقل التعليمي، سيؤدي فقط الى خدش وتشويه صورة الاستاذ بالمجتمع، التي أصلا ليست على ما يرام، وليست كما كانت عليه من تبجيل وتوقير واحترام ، وأيضا الى الى إعطاء صورة سلبية لأجيال المستقبل من المتعلمين.
المدرس و المدرسة والمتعلمين هم ضحية النظام الذي يحارب الوعي، ضحية الاعلام الذي يكرس الانحراف، ضحية المجتمع الذي يهلل للباطل و ينسى القيم والمبادئ، ضحية الاسرة التي لم تعد قادرة على تربية الأبناء…كفى من النقد التافه الكل مسؤول عن هذه الوضعية الممنهجة التي أصبحت عليها المدرسة العمومية، و النتيجة التي يصبون اليها هي القضاء على المدرسة العمومية المجانية لعموم الشعب، و التوجيه نحو التعليم الخاص …لن يستفيد اي طرف من أطراف هذا الجدال و النقاش العقيم سواء من جهة المدرسة او من جهة المتعلم قليل التربية.. فقط المستفيد الوحيد هم الفئة التي تسترزق من ثروات هذا البلد البشرية و الطبيعية…نحن في حاجة إلى احياء القيم و المبادئ …و لن يتمكن ذلك إلا بالوعي بماذا أهمية المدرسة و مكانة المدرس، لأن الأنظمة الرجعية تغيب دور المدرس و الاب و الام و القدوة، و تحل مكانهم الاعلام المنحرف الذي يدجن أجيالا تافهة لن تصلح للحاضر و لا للمستقبل ، لن تصلح للرجولة ولا الانوثة لن تصلح للابوة و لا للأمومة…جيل تافه غير مسؤول ..جيل لا حول ولا قوة الا بالله.
بقلم الأستاذ عزالدين الكانوني
التعليقات مغلقة.