البلكاوي يوضّح.. “عبارة زنقاوية” تتسبّب في الفوضى بمجلس سيدي قاسم
عبد الحي البلكاوي
كانت عادتي، أنني كلما خرجت من الدورة إلا وأترك أحداثها ووقائعها داخلها، ونشتغل ضمن فريق معارضة قوي ومنسجم على تقييم الدورة واتخاذ مايمكن اتخاذه من إجراءات، بعدما أحرص على أن تكون مشاركتي إيجابية جدا حتى ولو من موقع المعارضة، إيمانا مني بأن السياسة ليست “غنيمة” بل هي مشاركة وتدافع وتواصل مستمر، وقلت في أول دورة مخاطبا رئيس المجلس، بأنني لن أكون حجر عثرة أمامك، بل ستكون كل مشاركاتي واقتراحاتي تصب في خانة النفع العام لهاته المدينة.
طبعا هذا التوجه، الذي يشاركني فيه أيضا زملائي في فريق المعارضة، ترجمته على أرض الواقع، من خلال اقتراحات وملاحظات، وتوصيات، لقيت استحسانا وقبولا من طرف أغلبية المجلس، وتم الأخذ ببعضها،. وهنا ليس لي إلا أن أثمن التفاعل الإيجابي لرئيس المجلس الجماعي ومعه الأغلبية، في الدورة الاستثنائية الثانية مع مقترحات المعارضة،، والتي كانت كلها تصب في مصلحة إنجاح الدورة، ونبهت حينها رفقة زملائي، إلى الكثير من الثغرات القانونية، وهو مايدل على أن حرصنا على إنجاح الدورة كان أكثر من حرص بعض السفهاء الذين رمتهم أكف الصدقات ضمن فريق الأغلبية،، وظلت الدورة مستمرة لأزيد من ساعتين من النقاش والتواصل دون أي مشكل، اللهم ألا بعض المناوشات العادية التي كانت بداية الدورة..
إذن ماذا حدث حتى قامت القيامة ؟؟
ماحدث ببساطة، هو أن صبيا سفيها، أنيطت له مهمة حساب عدد الأعضاء الذين يصوتون ب”نعم” أو “لا” على نقطة من النقاط التي رفعت للمصادقة.. غير أن هذا الأخير تعمد التضليل في ذكر عدد الأعضاء المصوتين،، وهو ما جعلني أخاطب رئيس المجلس منبها إياه، إلى أن هناك خطأ في الحساب،، (وذلك حتى لايكون هناك أي تزوير في عدد المصوتين كما حدث في محضر الدورة الأولى) ولذلك نبهت إلى أن عدد المصوتين هو11 وليس 9 !! فما كان من هذا البرهوش المليء بالعقد النفسية والاجتماعية إلا أن تفوه بعبارة منحطة جدا مع حركة بذيئة للغاية،،، لحظتها لم يكن من بدّ أمامي، إلا أن أقف محتجا وبشدة على هذا السلوك الشاذ والمقرف، الذي أكاد أجزم أنه لم يسبق وأن حدث في أي دورة من دورات المجالس الجماعية على مر تاريخ المغرب.
أخيرا، رسالتي أوجهها للعقلاء في أغلبية المجلس الجماعي، وعلى رأسهم رئيس المجلس الجماعي،، قلت وأكرر أنني لن أكون إلا في صف مصلحة ساكنة المدينة، وأن الهم الذي نحمله هو كيف يمكن لنا أن نساهم جميعا في تطوير طريقة الاشتغال لنضمن أغلبية ومعارضة تؤسس لمستقبل تنموي يشرفنا أمام ساكنة المدينة التي وضعت ثقتها فينا،، وهذا لن يكون إلا بالنقاش، والاستماع، والتفاعل،، قد نتفق أحيانا ونختلف،، وهذا أمر عاد جدا،، لكن الذي لايمكن الاتفاق عليه، هو أن تتم مصادرة حقنا في النقاش، في التفاعل،،، كما أنه لايمكن السكوت على خرق القانون،، وأيضا لايمكن السكوت على تطاول الغِلمان الذين لم يتعلمو طيلة حياتهم سوى المشي بنميم، والأمر بالسوء.
هذا، وإن عدتم عدنا، والعود أسوء.
(من رواية: غلام الخميني)
التعليقات مغلقة.