افتتحت، أمس الجمعة بساحة حديقة ابن زيدون بأكادير، تظاهرة “تاسوقت ن ايض يناير” والتي تسلط الضوء على غنى الموروث الثقافي الأمازيغي المغربي الزاخر.
وتندرج هذه الفعالية في إطار الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية “إيض يناير” 2975 ” المنظمة إلى غاية 14 يناير الجاري من طرف جماعة أكادير بشراكة مع مجلس جهة سوس ماسة، المجلس الجهوي للسياحة سوس ماسة، وجمعية مهرجان تيميتار.
ويشمل “تاسوقت ن ايض يناير”، معرضا للمنتوجات المجالية، والألبسة التقليدية الأمازيغية، يجسد روح الإبداع الأمازيغي المتأصل في الثقافة المغربية.
وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد عدد من المشاركين في هذا المعرض أن مختلف المعروضات المتنوعة تسعى لإبراز غنى الموروث الثقافي اللامادي الأمازيغي، والثراء الثقافي الذي يشكل الهوية المغربية.
من جانبها، أشارت نائبة رئيس المجلس الجماعي لاكادير المكلفة بالثقافة والحفاظ على التراث، زهرة المنشودي، أن نسخة هذه السنة من احتفالية “إيض ن يناير” تتميز ببرنامج غني ومتنوع، يغطي 12 موقعا داخل المدينة، بما في ذلك الساحات، الحدائق، و”كورنيش” أكادير، ما يتيح لساكنة أكادير وزوارها فرصة استثنائية للاستمتاع بأنشطة وفعاليات متنوعة في أجواء احتفالية.
وأضافت أن البرنامج يتضمن كذالك، معارض للتعاونيات الحرفية والمنتوجات المحلية، التي تثمن إبداعات الحرفيين المحليين، إلى جانب معرض للصور يجسد تنوع وغنى الموروث الثقافي الأمازيغي، إلى جانب عقد ندوات فكرية تناقش قضايا مثل “الأمازيغية على ضوء إحصاء 2024” و”الدراما والإنتاج التلفزي الأمازيغي”، بمشاركة نخبة من الباحثين والمختصين.
وسيكون جمهور أكادير على موعد مع سهرات فنية كبرى تقام على 3 منصات ( تكيوين، ساحة الأمل، وقصبة أكادير أوفلا)، يحييها ألمع نجوم الأغنية الأمازيغية إلى جانب عروض لفن الروايس وأحواش، كما سيتم عرض فيلم “موغا يوشكاد” بكل من أنزا، تلبرجت وبنسركاو، في إطار برنامج السينما الأمازيغية.
كما تتميز برمجة هذه التظاهرة بتخصيص عدد من النقاط لتذوق الأطباق الأمازيغية على طول كورنيش أنزا وكورنيش أكادير، مع عرض (تنڭيفت) الذي يجسد تقاليد العرس الأمازيغي الأصيل، ترافقه فرق فنية تراثية تمثل التنوع الثقافي لجهة سوس ماسة.
يذكر أن احتفالية رأس السنة الأمازيغية “إيض يناير” 2975″، تهدف إلى تعزيز الثقافة الأمازيغية كمكون أساسي في الهوية المغربية، وترسيخ قيم التعايش والانفتاح الثقافي، كما تسعى إلى الترويج لمدينة أكادير كوجهة سياحية وثقافية متميزة على المستويين الوطني والدولي.
وتأتي هذه الاحتفالية تماشيا مع القرار الملكي السامي الذي أعلنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بجعل 14 يناير، فاتح السنة الأمازيغية، يوم عطلة رسمية في المملكة المغربية، مما يعزز الاعتراف بالثقافة الأمازيغية كمكون أساسي للهوية المغربية.
ويمثل الاحتفال بـ”إيض يناير” بداية الموسم الفلاحي لدى الأمازيغ، ويعكس التشبث بالأرض، على اعتبار أن هذا الحدث كان دائما مرتبطا بالنشاط الفلاحي.
كما يكتسي رمزية كبيرة تعكس تجذر وتنوع النسيج الثقافي المغربي، وكذا الإرادة في المضي قدما في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
تعليقات
0