اش واقع
عاشت جماعة زيرارة بإقليم سيدي قاسم ليلة عصيبة لم تشهدها من قبل، حيث تحولت بعض الأحياء إلى مسارح للفوضى والعنف، بعدما اندلعت مواجهات بين مجموعات مسلحة بالأسلحة البيضاء، ناشرةً الرعب بين السكان. أصوات الصراخ، وأعمال التخريب، والمطاردات العنيفة جعلت شوارع الجماعة تبدو وكأنها ساحة معركة مفتوحة، في مشهد زرع الخوف والهلع في نفوس الأهالي.
ويعود السبب الرئيسي لهذا الانفلات الأمني الخطير في جماعة زيرارة إلى الانتشار الواسع للمخدرات، خاصة حبوب الهلوسة المعروفة بـ”القرقوبي”، التي تفقد متعاطيها القدرة على التحكم في تصرفاتهم، وتجعلهم أكثر اندفاعًا نحو العنف والتخريب دون وعي أو إدراك لعواقب أفعالهم. هذا الوضع أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن السكان، حيث تحولت بعض الأحياء إلى بؤر خطيرة لا يسلم فيها أحد من بطش المنحرفين تحت تأثير المخدرات.
في تلك الليلة الدامية، اضطر العديد من سكان زيرارة إلى التزام منازلهم خوفًا من التعرض للاعتداء، بينما وجد آخرون أنفسهم وسط موجة من الصدامات العنيفة التي لم تفرّق بين ضحية ومعتدٍ. وباتت الشوارع تعج بأعمال الشغب، في مشهد غير مألوف زاد من مخاوف الأهالي بشأن تكرار مثل هذه الحوادث.
وإزاء هذا الوضع المتفجر، تدخل رجال الدرك الملكي بإقليم سيدي قاسم بسرعة لاحتواء الفوضى وإعادة النظام إلى الجماعة. حيث تم شن حملات أمنية مكثفة استهدفت البؤر السوداء، وأسفرت عن اعتقال عدد من المتورطين في أعمال العنف. هذا التدخل الحازم يعكس عزم الدرك الملكي بجماعة زيرارة على التصدي للجريمة المنظمة، والتعامل بصرامة مع أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار.
ورغم هذه المجهودات الأمنية، لا تزال ظاهرة انتشار المخدرات، خاصة القرقوبي، تشكل تحديًا حقيقيًا في جماعة زيرارة وإقليم سيدي قاسم عمومًا، مما يطرح تساؤلات ملحّة حول سبل مواجهة هذه الآفة، ومسؤولية الجهات المختصة والمجتمع ككل في الحد من تداعياتها. فإلى متى ستظل جماعة زيرارة وغيرها من المناطق تعاني من ويلات المخدرات، التي تحول شبابها إلى وقود للعنف والجريمة؟