أش واقع تيفي / الجديدة
شهدت مدينة الجديدة يوم أمس الجمعة 04/07/2025 فعالية أثارت تساؤلات حول طبيعة الحضور وتأثيرها على المشهد السياسي المحلي ما لفت الانتباه بشكل خاص وفقا لما رصدته كاميرات “أش واقع تيفي” هو أن 90% من الحاضرين هم نساء فقط تجاوزن الخمسين من العمر، يطرح هذا التركيب الديموغرافي تساؤلات حول مدى استفادة هذه الفئة العمرية من اللقاءات الانتخابية وما إذا كانت الرسائل الموجهة تتناسب مع تطلعاتهن.
في المقابل، يغيب عن المشهد الرجال وشباب المدينة الذي يُعول عليه كجيل المستقبل، هذا الغياب يثير القلق بشأن مشاركة هذه الفئة الحيوية في النقاشات السياسية وتحديد مستقبل مدينتهم وبلادهم، فإذا كان الشباب هم عماد المستقبل، فهل تصلهم الخطابات الانتخابية للنساء فوق السن الخمسين وهل يجدون فيها ما يحفزهم على المشاركة الفاعلة؟ من منهم لا تعرف سبب مجيئها.
وتأتي هذه التساؤلات في ظل استذكار البرامج الانتخابية لعام 2021 والتي لم يرى الكثيرون منها تطبيقا فعليا على أرض الواقع كمثال، استعرض حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برنامجا انتخابيا مفصلا تضمن نقاطا رئيسية طموحة شمل البرنامج:
الإدماج الاجتماعي الشامل وتعميم الحماية الاجتماعية وضمان الحق في خدمة صحية عمومية ذات جودة وسكن مناسب.
تنمية مدرسة تكافؤ الفرص وجامعة عمومية بمستوى عالمي.
تقوية الطبقة الوسطى ومحاربة الهشاشة واعتماد نظام جبائي عادل.
تطوير الاستثمار الوطني لرفع نسب النمو وخلق مناصب الشغل والتوجه نحو الاقتصاد الأخضر.
حماية الطفولة والنهوض بأوضاع النساء وإشراكهن كليا في التنمية.
إقرار منظومة رياضية قوية وتحرير الطاقات الإبداعية للشباب وتفعيل المشاركة السياسية لمغاربة العالم.
وضع “مخطط المغرب الثقافي” لإنتاج الإبداع والفكر وتطوير صناعة ثقافية وإعلامية.
اعتماد قانون إطار للثقافة والفنون، تعزيز الرأسمال اللامادي والنهوض بوضع الفنان والكاتب.
ترسيخ الحقوق والحريات والمراجعة الشاملة للقانون الجنائي وإخراج قانون الإثراء غير المشروع.
ترسيخ الإصلاح الشامل لمنظومة العدالة وتسريع مسلسل الجهوية المتقدمة وتقوية الحكامة العمومية.
هذه الوعود ورغم أهميتها تظل محط تساؤل حول مدى تحقيقها.
يتكرر المشهد الانتخابي في منطقة دكالة بشكل لافت، ففي هذا التجمع الإنتخابي حديث قام الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر بجمع أنصاره ومعظمهم من النساء من مختلف الجماعات الترابية بالمنطقة ألقى لشكر نفس الخطاب الذي اعتاد الناخبون سماعه وكأنه يقدم نفسه للترشح للمرة الأولى، منتقدًا الحكومة الحالية هذا التوجه يثير تساؤلات جدية حول مصداقية الخطاب، خاصة وأن الكاتب الإقليمي للحزب في منطقة دكالة ينتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المتواجد في صفوف المعارضة هذا التناقض يدفع المراقبين للتساؤل عن مدى تلاؤم الشعارات المرفوعة مع الواقع الملموس، وما إذا كانت هذه التجمعات مجرد استعراضات سياسية متكررة.
بعيدا عن الخطابات الرنانة والوعود المتجددة، يبرز التساؤل الأهم حول ما قدمه الكاتب الإقليمي للمنطقة على أرض الواقع فجماعة مولاي عبد الله أمغار، على سبيل المثال تعاني من بنية تحتية بائسة تفتقر لأبسط مقومات التنمية لا وجود لمساحات خضراء كافية ولا ملاعب للقرب تعزز الأنشطة الشبابية، كما أن المستوصف الوحيد يعاني من نقص حاد في الخدمات والموارد أما البنية التحتية الأساسية فتبدو شبه منعدمة في كثير من الأماكن والأخطر من ذلك كله، هو النقص الحاد في فرص الشغل للشباب رغم أن جماعة مولاي عبد الله تتوفر على أكبر حضيرة صناعية بالمغرب، مما يغذي الإحباط ويدفع الكثيرين نحو اليأس أو الهجرة، هذا التباين الصارخ بين الوعود والواقع المرير يجعل المواطنين يتساءلون عن جدوى هذه اللقاءات المتكررة دون أن يلمسوا تغييرا حقيقيا في حياتهم اليومية.
مفارقة الحضور: “إيوا كاين واحد الحفل”، الأمر الأكثر غرابة هو رد بعض النساء عند سؤالهن عن سبب حضورهن: “قالوا لينا كاين واحد الحفل وحنا نجيو” هذا الرد يكشف عن، أن دافع الحضور لم يكن بالضرورة الوعي السياسي أو الاهتمام بالبرامج الانتخابية، بل مجرد حضور فعالية اجتماعية.
هذه الظاهرة التي تتكرر مع اقتراب الانتخابات، تعكس سلوكا نمطيا للمرشحين فهم ينزلون إلى مستوى المواطنين، يصافحونهم يجلسون معهم حتى على الأرض، يردون على هواتفهم، ويشاركونهم همومهم وحتى ينزعون ربطات العنق لإظهار قربهم ولكن بمجرد جلوسهم على كرسي المنتخبين، يختفي هذا القرب تماما يصبحون غير مرئيين، وعند حضورهم أي نشاط، يجب أن تُفترش لهم السجاد الأحمر ويحرسهم الأمن الخاص ورؤوسهم مرفوعة هذا ما حدث تماما في نشاط الأمس حيث حضر الكاتب الأول إدريس لشكر وكأنه واحد منهم في الوقت الحالي فقط.
هذه الممارسات تثير تساؤلات جدية حول طبيعة العلاقة بين الناخب والمنتخب، ومدى صدق الوعود الانتخابية وحقيقة المشاركة السياسية في البلاد.
تعليقات
0