أش واقع تيفي / طنجة
في خضم الجدل الدائر حول ما تم تداوله مؤخراً في عدد من المنابر الإعلامية بخصوص “تعرض مساحة واسعة من غابة البرج بضواحي مدينة طنجة لاجتثاث كلي لأشجارها من طرف جهات مجهولة” خرجت الوكالة الوطنية للمياه والغابات ببيان توضيحي لـ “أش واقع تيفي” نفضت فيه الغبار عن الحقائق وكشفت أن الأمر لا يتعلق بأي استغلال غابوي غير قانوني بل هو جزء من مشروع وطني حيوي يهدف إلى تعزيز البنية التحتية للطاقة المتجددة في المملكة.
وأفادت الوكالة أن الأشغال الجارية في غابة البرج هي “أشغال حراجية تقنية ووقائية مشروعة” يُنفذها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الكهرباء، الهدف الأساسي من هذه الأشغال هو إنشاء وتمرير خط كهربائي عالي الجهد والذي سيُستخدم لنقل الطاقة المنتَجة من حقل الطاقة الريحية “طنجة 2″، هذا التوضيح يأتي ليُبدد الشائعات التي تحدثت عن “اجتثاث عشوائي” للأشجار.
المشروع الذي يمتد على طول 2440 متراً ويمر عبر الغابة المخزنية حاصل على كافة التراخيص اللازمة من الوكالة الوطنية للمياه والغابات، كما تمت المصادقة عليه من قبل المجلس الجماعي لملوسة خلال دورته العادية وذلك في إطار الالتزام التام بالمقتضيات القانونية المعمول بها في المغرب لا سيما الظهير الشريف الصادر سنة 1917 المتعلق بالمحافظة على الغابات واستغلالها ونقل المواد الغابوية إضافة إلى الظهير الشريف الصادر سنة 1976 الخاص بتنظيم مساهمة الساكنة في تنمية الاقتصاد الغابوي.
وبحسب الوكالة فإن هذه الأشغال الحراجية التي تشمل عمليات تنقية وقطع الأشجار الواقعة تحت مسار خطوط التوتر العالي تُنجز في المقام الأول بهدف “الوقاية من مخاطر الحرائق التي قد تنتج عن تماسات كهربائية عرضية”، هذه الخطوة تؤكد حرص الجهات المسؤولة على سلامة المنشآت الحيوية وحماية الغطاء الغابوي من الأضرار المحتملة وتُنفَّذ هذه العمليات تحت إشراف تقني وتتبع ميداني مباشر من قبل مصالح المياه والغابات مما يضمن الالتزام بالضوابط والمعايير التقنية المعتمدة في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يولي اهتماماً متزايداً لمشاريع الطاقة المتجددة، ففي الربع الأول من عام 2025 وافقت اللجنة الموحدة للاستثمار بمنطقة طنجة-تطوان-الحسيمة على 7 مشاريع جديدة في قطاع الطاقة المتجددة باستثمارات تاريخية تبلغ 2.2 مليار دولار ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع بقدرة إنتاجية إجمالية مركبة تصل إلى 2200 ميغاواط ويعتبر حقل الطاقة الريحية “طنجة 2” جزءاً من هذا التوجه الوطني حيث تبلغ قدرته الإنتاجية 100 ميغاواط باستثمار يتجاوز 1.36 مليار درهم ومن المتوقع أن ينتج 290 جيغاواط سنوياً مما يساهم في تجنب انبعاثات 250 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، كما أن محطة “طنجة 1” الريحية تبلغ قدرتها 140 ميغاواط وتنتج 510 جيغاواط سنوياً.
في الختام دعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات وسائل الإعلام والمواطنين إلى تحري الدقة والحيطة عند تداول المعلومات مؤكدة استعدادها التام لتقديم المعلومات الدقيقة والموثوقة والترحيب بأي طلب استفسار أو توضيح لرفع أي لبس، هذا التوضيح يأتي ليؤكد التزام المغرب بتطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة مع الحفاظ على موارده الطبيعية وفق أطر قانونية واضحة.
تعليقات
0